بيانات

كلمة سماحة السيد الاشكوري (حفظه الله) ممثل سماحة السيد المرجع دام ظله للمجاهدين في سوح الجهاد والتضحية


بسم الله الرحمن الرحيم

وأفضل الصلاة على أفضل بريته محمد وآله الطاهرين

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصين وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء.

السلام على قرة عيوننا وعزنا وشرفنا، السلام على فلذات أكبادنا، السلام على رفعة رؤوسنا، السلام عليكم أيها المجاهدين ورحمة الله وبركاته:

واقعاً أنا في حيرة من أين أبدأ معكم وبأي وصف أصفكم وأي خطاب يليق بكم وقد تصاغرت كل التضحيات أمام تضحياتكم وطأطأت كل الرؤوس أمام رؤوسكم.

أتعون ما صرتم إليه من منزلة عند الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله) وعند آل بيته الأطهار (عليهم السلام)؟

لله دركم من عصبة ما أروعها وهي تبيض وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الذب عن دينه الحق.

كنت أطمع بكرم الله تعالى وأتوسل إليه طوال حياتي التي عشتها أن اُوفق للشهادة في سبيله وكنت أرجو بما عندي من البضاعة المزجاة أن يستجيب الله تعالى لي دعوتى بتواجدي في جبهات القتال لسنين طويلة وفي الخطوط المباشرة مع العدو ولكن حكمة الباري سبحانه وتعالى اقتضت أن يختار لهذا التوفيق من كان في الصفوف المتأخرة للمواجهة، أتدرون ما معنى هذا؟

إنه الاستعجال في الاستحقاق للتوفيق الإلهي ، فهنيئاً لكم.

لقد وصلنا ويصلنا من إخوانكم في القيادات الملاحم التي تسطرونها وتهافتكم على الشهادة في معارككم مع الأعداء، فما أشبه اليوم بالأمس حيث تلك الثلة المؤمنة التي قاتلت بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فهذا عمرو بن الجموح وقد قطّعت السنين شوطاً طويلاً من عمره واُصيب في إحدى الغزوات برجله فصار أعرجاً ولكنه حينما سمع منادي الجهاد في غزوة اُحد ورأى أولاده الأربعة يتجهزون للخروج لم تسمح له نفسه بالتخلف رغم معارضة زوجته وأولاده فجاء إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أما أنت فقد عذرك الله تعالى ولا جهاد عليك، ثم قال لبنيه: لا عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله يرزقه الشهادة. وكان يحمل على الأعداء ويقول: أنا والله مشتاق إلى الجنة فرزقه الله الشهادة هو وبنيه (رضوان الله عليهم).

أيشك أحدكم بأنكم من قال عنكم رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «اللهم لقني إخواني مرتين، فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟! فقال: لا، إنكم أصحابي، وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام اُمهاتهم لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في اللية الظلماء أو كالقابض على جمر الغضا اُولئك مصابيح الدجى فينجيهم الله من كل فتنةٍ مظلمةٍ».

لا والله نحن لا نشك بأنكم أنتم من قصدكم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من حديثه الشريف.

وأخيراً اُوصيكم إخواني بالصبر والثبات والعزم على إكمال الطريق حتى يخلصنا الله من عدوه الأكبر أمريكا وإسرائيل وأذنابها من الدواعش وتحرر أرض عراقنا الجريح، كما اُوصيكم بالالتزام بتوجيهات قياداتكم وعدم التهاون في الامتثال لما يصدر منهم .

وأسألكم أن لا تنسوني بخالص دعائكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.