بيانات

بيان مكتب سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسينيّ الحائري في النجف الأشرف بشأن الاعتداء الأمريكي الغاشم على مقرات الحشد الشعبي في منطقة القائم


بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في كتابه الكريم : ﴿مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ابراهیم: 46 ـ 47.

أيّها المؤمنون الكرام.. بلغنا نبأ الاعتداء الآثم على مقرّات قوّاتنا المسلّحة الذابّة عن ثغور الوطن، والذي نفّذته القوّات الأمريكيّة الإرهابيّة الغازية، ممّا أدّى الى سقوط شهداء وجرحى من أبنائنا ومقاتليننا في الحشد الشعبيّ المقدّس، ونحن في الوقت الذي نعرب فيه عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذا الاعتداء الخبيث على حرمات الوطن، وانتهاك سيادته، وإراقة الدماء الزاكية لأبنائه، نتقدّم بأحرّ التعازي لذوي الشهداء الكرام سائلين الله تعالى لهم الصبر الجميل والأجر الجزيل، وللشهداء علوّ الدرجة والمقام المحمود.

يا إخواننا وأهلينا وعشائرنا الكريمة... قد ذكر سماحة السيّد الحائريّ دام ظلّه في بيان سابق حرمة إبقاء القوّات الأمريكيّة، وعدم جواز تبرير بقائها واستمرار تجاوزاتها تحت أيّ عنوان كان.. وكرّر ذلك مراراً، إلا أنّه اكتُفي بالاستنكار والإدانة الخجولة لتجاوزاتهم، ولم يُمتثل هذا الأمر مثلما لم تُمتثل إرادة الاُمّة في العمل لصالح الوطن والشعب المحروم من أبسط حقوقه في الأمن والحياة الكريمة.. واليوم بعد ضعف الموقف، والتهاون في التصدّي للعدوّ نشاهد تطاول هذه القوّات الإرهابيّة على مقدّسات البلد وحرماته وإراقة دم أبنائه من القوّات المسلّحة بلا حياء، إذ تتبنّى ذلك في العلن، بل تجاوزت ذلك وجنّدت عناصر عميلة في المجال الالكترونيّ وشبكات التواصل الاجتماعيّ بأموال خليجيّة معروفة، وتنسيق صهيونيّ، لإرباك الوضع الأمنيّ في البلد، وقتل الأبرياء، وإشاعة الفوضى، والتعدّي على الممتلكات العامّة والخاصّة، وتعطيل مرافق الحياة ـ من المدارس والدوائر والمؤسّسات ـ بالإرهاب والتهديد بالسلاح، بحجّة التظاهر والاحتجاج والمطالبة بالحقوق باسم الشعب الذي هو بريء ممّا يعملون، فقتلوا وعلّقوا على الأعمدة، ومثّلوا بأبناء هذا الشعب المظلوم باسم الشعب!

وحصل هذا كلّه في غياب التآلف والاتّحاد والتفاهم بين أبناء الوطن من المؤمنين المخلصين، بل مع ضعف في الوعي والبصيرة لدى بعض من أبنائنا المتظاهرين بحقّ، والمطالبين بوطن آمن وعيش كريم.

وإنّ لنا بالله وباُمتنا أملاً طويلاً كثيراً، ورجاءً عظيماً أن يُرَدّ مكرُ الأمريكان وكيد جيشهم الالكترونيّ الخبيث

﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ ابراهیم: 46 ـ 47.

3 /جمادى الاُولى/ 1441هـ