الناس؛ لأنّهم لا يدركونه، ولا يتحمّلونه. وعلى هذا الأساس قال القائل بالفارسيّة:
وكأنَّ كلاًَّ من أصحاب هذين التصويرين الثاني والثالث ينزِّل على تصوّره ما تقوله الآيات القرآنيّة، من قبيل قوله تعالى:
1 ـ ﴿ وهُوَ الَّذي في السَّماءِ إلهٌ وَفِي الأرضِ إله... ﴾(2).
2 ـ ﴿ هُوَ الأوّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ وَهُوَ بكُلِّ شيء عَليمٌ ﴾(3).
3 ـ ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أيْنَما كُنتُم... ﴾(4).
4 ـ ﴿ مَا يَكُونُ مِن نَجْوى ثَلاثَة إلاّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَة إلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أدْنى مِن ذَلِكَ وَلا أكْثَرَ إلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَما كَانُوا... ﴾(5).
5 ـ ﴿ وَاعْلَمُوا أنَّ اللهَ يَحولُ بَيْنَ المرءِ وَقَلْبِهِ... ﴾(6).
6 ـ ﴿ وَنَحْنُ أقْرَبُ إليْهِ مِنْ حَبْلِ الوَريدِ ﴾(7).
وكذلك بعض الكلمات المنقولة عن إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام) من قبيل قوله (عليه السلام):
1 ـ «مع كلِّ شيء لا بمقارنة وغير كلِّ شيء لا بمزايلة»(8).
2 ـ «هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلِّ
(1) ديوان حافظ ( آينه جام )، الغزل رقم 142.
(2) السورة 43، الزخرف، الآية: 84 .
(3) السورة 57، الحديد، الآية: 3.
(4) السورة 57، الحديد، الآية: 4.
(5) السورة 58، المجادلة، الآية: 7.
(6) السورة 8، الأنفال، الآية: 24.
(7) السورة 50، ق، الآية: 16.
(8) نهج البلاغة: 14، رقم الخطبة: 1.