الفصل الثامن عشر
ا لتــــو كّـــل
قال الله عزّوجلّ: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَد جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْراً﴾(1).
روي عن معاوية بن وهب، عن الصادق(عليه السلام)(2) قال: «من أعطي ثلاثاً لم يمنع ثلاثاً: من أُعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أُعطي الشكر أُعطي الزيادة، ومن أُعطي التوكّل أُعطي الكفاية. ثُمّ قال: أتلوت كتاب الله عزّوجلّ: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...﴾(3) وقال: ﴿... لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ...﴾(4) وقال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ...﴾(5).
ورد في عرفان بعض العرفاء المنحرفين عن خطّ أهل البيت(عليهم السلام): أنّ التوكّل كلة الأمر كلّه إلى مالكه والتعويل على وكالته. وهو من أصعب منازل العامّة عليهم، وأوهى السبل عند الخاصّة: أمّا كونه من أصعب منازل العامّة عليهم فلأنّهم غائصون في الأسباب الظاهريّة والماديّة، ومنهمكون في ذواتهم، وغافلون عن
(1) السورة 65، الطلاق، الآية 2 ـ 3.
(2) اُصول الكافي 2 / 65، باب التفويض إلى الله والتوكّل عليه، الحديث 6.
(3) السورة 65، الطلاق، الآية: 3.
(4) السورة 14، إبراهيم، الآية: 7.
(5) السورة 40، غافر، الآية: 60.